أكدت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة اليوم الثلاثاء، مقتل سبعة غزيين أثناء محاولتهم جلب مساعدات ألقتها طائرات عبر مظلات وسقطت في البحر.
وقالت الوزارة إن أحدهم توفي فجر الثلاثاء “متأثراً بإصابته غرقاً في بحر شمال قطاع غزة”، فيما غرق الستة الآخرون أمس الإثنين أثناء “محاولتهم الحصول على مساعدات أسقطتها طائرات في البحر”. وأصيب ستة آخرون بجروح خلال الحادثة نفسها.
جائعون وغرقى
وقال المكتب الحكومي التابع لحركة “حماس” في غزة إن “عشرات المواطنين الجائعين دخلوا إلى البحر” لجلب مساعدات ألقتها الطائرات “بشكل خاطئ”، وتحدث كذلك عن إصابات خلال عمليات تدافع لالتقاط رزم أسقطت على الأرض.
وتجري عمليات إنزال مساعدات عبر الجو يومياً تقريباً للتعويض عن نقص المساعدات الداخلة براً إلى قطاع غزة، حيث بات السكان على حافة المجاعة بسبب الحرب الدائرة بين إسرائيل و”حماس”.
كما تم تدشين ممر بحري من قبرص عبرته سفينة حملت مساعدات منظمة خيرية أميركية وُزعت في غزة قبل أسبوع.
لكن وكالات الإغاثة تقول إن الإنزال والممر البحري لا يغنيان عن إدخال المساعدات عبر المعابر البرية للقطاع المحاصر.
مفاوضات الدوحة
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري اليوم الثلاثاء، إن قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” ليس له تأثير فوري على المحادثات في الدوحة.
وأفاد مصدر مطلع لـ”رويترز” اليوم الثلاثاء، إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن التي تتوسط فيها مصر وقطر تمضي قدماً، وإن مسؤولين من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ما زالوا في الدوحة لإجراء المناقشات.
وأضاف المصدر أن مجموعة صغيرة من الموساد ستسافر من الدوحة إلى إسرائيل لإجراء مشاورات في شأن مستجدات المحادثات.
مطالب “وهمية”
واتهمت إسرائيل حركة “حماس” اليوم الثلاثاء، بطرح مطالب “وهمية” في المفاوضات غير المباشرة في شأن هدنة في غزة، قائلة في بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن هذه المطالب تظهر أن الحركة لا تكترث بالتوصل إلى اتفاق.
وفي المحادثات التي جرت بوساطة قطرية ومصرية، أرادت “حماس” أن يفضي أي وقف لإطلاق النار إلى إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية. وتستبعد إسرائيل ذلك قائلة إنها ستواصل جهودها لتفكيك “حماس”.
وتواصل القتال في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، غداة صدور أول قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” بين حركة “حماس” وإسرائيل.
وفجر اليوم الثلاثاء أفاد شهود بأن غارات جوية عدة استهدفت أماكن قريبة من رفح، جنوب القطاع، وأن اشتباكات عنيفة دارت في حي الرمال ومخيم الشاطئ وتل الهوى بمدينة غزة ووسط خان يونس وغربها.
وبحسب مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ”حماس” شنت إسرائيل ليل أمس الإثنين عشرات الغارات الجوية في غزة ورفح ودير البلح وخان يونس والمغازي وبيت لاهيا بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق مختلفة في القطاع.
وفجر اليوم الثلاثاء دوت صافرات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، وكذلك في شمال إسرائيل، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
“حقيقي”
في غضون ذلك، ذكرت قناة “برس تي في” الإيرانية الرسمية أن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية سيتوجه إلى طهران اليوم للقاء مسؤولين إيرانيين.
وأعلنت حركة “حماس” أمس الإثنين أنها أبلغت الوسطاء بأنها ستلتزم بموقفها الأصلي في شأن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، والذي يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وعودة النازحين الفلسطينيين وتبادل “حقيقي” للأسرى. وقالت الحركة في بيان إنها “تجدد التأكيد أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يتحملون كامل المسؤولية عن إفشال كل جهود التفاوض، وعرقلة التوصل لاتفاق حتى الآن”.
وقدمت “حماس” مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة إلى الوسطاء والولايات المتحدة في منتصف مارس (آذار) يتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين يقضي 100 منهم أحكاماً بالسجن المؤبد، وفقاً للمقترح. ولم يصدر على الفور تعليق من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
هجوم رفح
حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت خلال اجتماع في واشنطن أمس من أخطار اجتياح رفح، مجدداً التأكيد على رفض الولايات المتحدة لمثل هكذا عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان، إن بلينكن “كرر دعم الولايات المتحدة لضمان هزيمة (حماس)، بما في ذلك في رفح، لكنه كرر معارضته لعملية برية واسعة النطاق في رفح”. وأضاف أن الوزير الأميركي “شدد على وجود حلول أخرى غير غزو بري واسع النطاق، وهي حلول من شأنها أن تضمن بصورة أفضل أمن إسرائيل وتحمي المدنيين الفلسطينيين”. وتابع، “نرى أن هذا النوع من الغزو الواسع النطاق سيكون خطأ، ليس فقط بسبب الأضرار التي يمكن أن يلحقها بالمدنيين، والتي يمكن أن تكون كلفتها هائلة”. ولفت إلى وجود نحو 1.4 مليون شخص في رفح حالياً وعدم تقديم إسرائيل خطة إجلاء متسقة.
إضافة إلى كل ذلك، قال ميلر إن “هذا النوع من الغزو من شأنه أن يضعف أمن إسرائيل وسيجعلها أقل أماناً وليس أكثر أماناً. من شأنه أن يقوض مكانتها في العالم”.
“أعمال إبادة”
من جانبه، أكد مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الأميركية أمس الإثنين أنه ليست لدى الولايات المتحدة “أي أسباب للاعتقاد” بأن إسرائيل ارتكبت “أعمال إبادة” في غزة، وذلك رداً على إعلان مقررة أممية أن “هناك أسباباً منطقية” تؤيد مثل اعتقاد كهذا.
وقال المسؤول الأميركي طالباً عدم نشر اسمه، “نجدد التأكيد على رفضنا الطويل الأمد للتفويض المعطى لهذه المقررة الخاصة المتحيزة ضد إسرائيل”، في إشارة إلى فرانشيسكا البانيزي التي سترفع الثلاثاء تقريراً إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف تقول فيه إن “هناك أسباباً منطقية” للاعتقاد أن إسرائيل ارتكبت عديداً من “أعمال الإبادة” في حق الفلسطينيين بقطاع غزة.
تصريحات كيربي
وأعربت الولايات المتحدة عن “خيبة أملها الشديدة” لقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وفد رفيع المستوى إلى واشنطن لمناقشة الهجوم المحتمل على رفح، وسط مناخ متوتر بين إسرائيل وأكبر حليف لها.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، “نشعر بخيبة أمل شديدة لأنهم لن يأتوا إلى العاصمة واشنطن ليتسنى لنا إجراء نقاش وافٍ معهم في شأن البدائل الحيوية لهجوم بري على رفح” في جنوب قطاع غزة.
وصرح كيربي لاحقاً بأن البيت الأبيض “فوجئ إلى حد ما” باستياء إسرائيل بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، في ظل امتناع الولايات المتحدة عن التصويت. وقال، “يبدو أن دوائر رئيس الوزراء (الإسرائيلي) تسعى إلى إشاعة انطباع عن تباين، في حين أن هذا الأمر ليس ضرورياً”، مكرراً أن الامتناع الأميركي لا يمثل “تغييراً في الموقف السياسي”، حتى لو كانت واشنطن عطلت مراراً في الأشهر الأخيرة تبني قرارات للأمم المتحدة عن غزة. وكرر كذلك أن القرار الذي صدر أمس ليس “ملزماً”، مؤكداً أن “ليس له أي تأثير في إسرائيل وقدرتها على قتال (حماس)”.
وألغت إسرائيل هذه الزيارة بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن على قرار يطالب بوقف لإطلاق النار في غزة، في خطوة اعتبر مكتب نتنياهو أنها تضر بالمجهود الحربي ضد “حماس”.
وشدد كيربي على أن نص القرار يطلب الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، ويدعو إلى وقف لإطلاق النار في الفقرة نفسها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت لأن نص القرار لا يدين “حماس”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إرسال وفد إلى واشنطن قبل شن أي هجوم بري واسع النطاق على مدينة رفح التي باتت تضيق بأكثر من مليون نازح فلسطيني.
ولفت كيربي إلى عدم امتلاك الإدارة الأميركية معلومات “مفادها أن الإسرائيليين يستعدون لإطلاق عملية برية وشيكة” في رفح، ولا تعتقد أن “هذا الأمر سيحصل في الأيام المقبلة”.
وفي السياق نفسه، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في مقابلة مع قناة “أي بي سي” بثت الأحد إن عملية في رفح ستكون “خطأ كبيراً جداً”.
استقالة ساعر
في سياق متصل، قال الوزير الإسرائيلي جدعون ساعر أمس إنه استقال من حكومة الطوارئ التي شكلها نتنياهو، وذلك لعدم ضمه إلى مجلس وزراء الحرب.
وانضم ساعر إلى حكومة الطوارئ مع عدد من أعضاء المعارضة الآخرين بعد هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ومن غير المتوقع أن يؤثر رحيله هو وأحد حلفائه على استقرار حكومة نتنياهو التي لا تزال تسيطر على غالبية واضحة في البرلمان.
وكان ساعر في ما سبق منافساً لنتنياهو في حزب ليكود اليميني، قبل الانضمام إلى تكتل أكثر ميلاً إلى الوسط بقيادة قائد الجيش السابق بيني غانتس. وانضم ساعر وغانتس إلى حكومة الطوارئ. وأصبح غانتس عضواً في مجموعة أصغر لاتخاذ القرارات داخل حكومة الحرب بينما لم يدع ساعر إلى تلك المجموعة.
وقال ساعر، “لا يمكنني تحمل المسؤولية إذا لم تكن لدي، في رأيي، مسؤولية حقيقية للتأثير في اتجاه السياسة. بكل بساطة، لا أرى أي جدوى من هذا”. ولم تكن استقالته مفاجئة، إذ انفصل ساعر عن تحالفه مع غانتس في وقت سابق هذا الشهر.
بريطانيا تسقط 10 أطنان من الإمدادات الغذائية
قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان اليوم إن سلاح الجو الملكي البريطاني أسقط جواً أكثر من عشرة أطنان من الإمدادات الغذائية على قطاع غزة للمرة الأولى أمس.
وأضافت الوزارة، “المساعدات التي تتكون من الماء والرز وزيت الطهي والطحين والمعلبات وحليب الأطفال ستدعم سكان غزة”.