قتل مسؤول في “حزب الله” اللبناني في غارة إسرائيلية اليوم الجمعة استهدفت سيارة في جنوب لبنان، وفق ما أفاد مصدر عسكري، وسط تصاعد الأعمال القتالية عبر الحدود منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن إحدى طائراته الحربية استهدفت منطقة البازورية في جنوب لبنان وقتلت من عرفه بأنه نائب قائد وحدة الصواريخ في “حزب الله” علي عبدالحسن نعيم، مضيفاً أن المستهدف كان “قائداً في مجال الصواريخ” و”أحد قادة إطلاق الصواريخ ذات الرؤوس الحربية الثقيلة” ومسؤولاً عن تخطيط وشن هجمات ضد إسرائيل.
ويجري قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية بين “حزب الله”، حليف “حماس” المدعوم من إيران، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. وأثارت هذه الأعمال مخاوف من نشوب حرب مفتوحة بين إسرائيل والحزب الذي خاض حرباً مدمرة ضد الدولة العبرية في عام 2006.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية في لبنان اليوم، بوقوع قتيل “في غارة للطيران المسير المعادي استهدفت سيارة على طريق بلدة البازورية في قضاء صور، وهرعت سيارات الإسعاف لنقل الإصابات”.
وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم كشف هويته إذ إنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام، إن القتيل هو “مسؤول في حزب الله”.
وأفاد مراسل في وكالة الصحافة الفرنسية بأن السيارة المستهدفة دمرت وتناثر حطامها في مكان قريب، مشيراً إلى أن السلطات ضربت طوقاً أمنياً في المنطقة.
وجاءت ضربة البازورية تزامناً مع مقتل عدد من عناصر “حزب الله” في قصف استهدف مواقع في حلب شمال سوريا.
ولم يعلق الحزب بعد على الضربة الإسرائيلية التي قضى فيها نعيم، لكنه أعلن تنفيذ هجمات على مواقع إسرائيلية اليوم.
العاملون الصحيون
وفي وقت سابق الخميس، أعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا عن قلقه جراء الهجمات المتكررة و”غير المقبولة” على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم في جنوب لبنان.
وقال في بيان “أدت الأحداث المروعة التي وقعت خلال الـ36 ساعة الماضية إلى خسائر كبيرة”، مضيفاً “قتل ما لا يقل عن 11 مدنياً في يوم واحد، من بينهم 10 مسعفين”.
ومساء الأربعاء، نعى “حزب الله” أربعة من عناصره واثنين من مسعفي “الهيئة الصحية الإسلامية” التابعة له، فيما نعت “حركة أمل” اثنين من عناصرها بينهم مسعف في جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” المرتبطة بها، قضوا في ضربات على بلدتي الناقورة وطير حرفا.
وأعلن “حزب الله” أمس قصف مدينتي غورن وشلومي الإسرائيليتين “بالأسلحة الصاروخية والمدفعية” رداً على “مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبية فيها”.
وقضى سبعة مسعفين آخرين ليل الثلاثاء- الأربعاء في غارة إسرائيلية على مركز إسعافي تابع للجماعة الإسلامية في بلدة الهبارية في جنوب لبنان.
ولعديد من الأحزاب والفصائل في لبنان جمعيات صحية وإسعافية تابعة لها.
وأشار ريزا إلى أن “الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي وهي غير مقبولة”. وذكر المسؤول الأممي بأن قواعد الحرب تشمل “حماية المدنيين بمن فيهم العاملون في مجال الرعاية الصحية”. وشدد على ضرورة “حماية البنية التحتية المدنية بما في ذلك المرافق الصحية”.
قلق بالغ
وكانت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) دعت أمس الخميس إلى وقف التصعيد “فوراً” في جنوب لبنان، وذلك غداة مقتل 11 مدنياً بينهم عشرة مسعفين في غارات إسرائيلية.
وقالت القوة الأممية في بيان إنها “تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق في الوقت الحالي”، مشددة على ضرورة “أن يتوقف هذا التصعيد فوراً”.
وأضافت “نحث جميع الأطراف على إلقاء أسلحتهم وبدء العمل نحو حل سياسي ودبلوماسي مستدام”.
ويزيد حجم قوات يونيفيل على 10 آلاف جندي حالياً، بحسب الأمم المتحدة.
بدوره، شدد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أمس على أن “إعادة الهدوء على طول الحدود يجب أن تكون أولوية قصوى لكل من” لبنان وإسرائيل.
وتشن إسرائيل منذ أسابيع غارات جوية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانية تستهدف مواقع لـ”حزب الله”، مما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة.
القصف المتبادل
وأعلن “حزب الله” من جهته أنه استهدف اليوم كلاً من ثكنة زبدين في مزارع شبعا، ومقر قيادة الفرقة “91” في ثكنة برانيت الإسرائيلية، وتجمعاً لجنود إسرائيليين في قلعة هونين.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بتعرض تلة العزية في قضاء مرجعيون للقصف وبتحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو متوسط فوق بلدات وقرى القضاء. كما تعرضت بلدات كفركلا وأطراف الخيام وشبعا للقصف.
وذكرت الوكالة أنه في أثناء قيام عدد من العاملين في مجال الزراعة برش المبيدات الزراعية على المزروعات عند أطراف بلدة الوزاني في قضاء مرجعيون، أطلق الجيش الإسرائيلي النار في الهواء في محيطهم ترهيباً، من دون وقوع إصابات.
ويقول “حزب الله” إنه يشن هجماته دعماً لـ”حماس”، ورداً على ذلك تستهدف إسرائيل مسؤولي الحزب والحركة داخل لبنان.
ومنذ بداية تبادل القصف بين الطرفين، قتل في لبنان 347 شخصاً في الأقل معظمهم عناصر في “حزب الله”، إضافة إلى 68 مدنياً، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
في المقابل، قتل في الجانب الإسرائيلي 10 عسكريين وثمانية مدنيين بنيران مصدرها لبنان.