قال مسعفون وسكان إن الدبابات الإسرائيلية عادت اليوم الثلاثاء إلى مناطق في شمال قطاع غزة كانت غادرتها قبل أسابيع، بينما شنت طائرات حربية غارات جوية على مدينة رفح، آخر ملاذ للفلسطينيين في جنوب القطاع، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وأشار سكان إلى انقطاع الإنترنت في بيت حانون وجباليا شمال قطاع غزة، وذكر آخرون ووسائل إعلام تابعة لحركة “حماس” أن دبابات توغلت في بيت حانون وحاصرت مدارس لجأت إليها عائلات نازحة.
وصرح أحد سكان شمال غزة إلى رويترز عبر تطبيق للدردشة بأن قوات إسرائيلية “أمرت كل العائلات في المدارس والبيوت والدبابات اجتاحت المكان للإخلاء والجنود اعتقلوا عدداً كبيراً من الرجال”.
وكانت بيت حانون التي كان يقطنها نحو 60 ألف نسمة، واحدة من أولى المناطق التي استهدفها الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة في أكتوبر 2023.
وحولت الضربات العنيفة معظم بيت حانون إلى مدينة أشباح تضم أكواماً من الأنقاض بعدما كانت تعرف ببساتينها المزهرة.
وذكر بعض السكان أن كثيراً من العائلات التي عادت إلى بيت حانون وجباليا خلال الأسابيع الأخيرة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بدأت بالخروج مرة أخرى اليوم بسبب الاجتياح الجديد.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن أربعة أشخاص قتلوا وجرح عدد آخر في ضربة نفذتها إسرائيل في رفح، حيث يحتمي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مع ترقب هجوم بري هددت به تل أبيب على المدينة المتاخمة لمصر.
وبعد مرور ستة أشهر على بداية الحرب، لا يوجد حتى الآن ما يبشر بانفراجة في محادثات تدعمها الولايات المتحدة وتجري بقيادة قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة “حماس” اللتين تتمسك كل منهما بشروط لا تقبلها الأخرى.
استهداف مسلحين
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته واصلت عملياتها في وسط قطاع غزة وإنها قتلت عدداً من المسلحين الذين حاولوا مهاجمتهم.
وقال، “علاوة على ذلك، دمرت طائرات مقاتلة تابعة لقوات الدفاع أمس الإثنين منصة إطلاق صواريخ إضافة إلى عشرات البنى التحتية للإرهابيين وأنفاق ومجمعات عسكرية يوجد في داخلها إرهابيو حماس المسلحون”.
وفي مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة أفاد سكان بأن طائرات إسرائيلية قصفت ودمرت أربعة مبانٍ سكنية متعددة الطوابق اليوم.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم إن إسرائيل تواصل فرض قيود “غير قانونية” على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، على رغم تأكيدات تل أبيب وغيرها على تقليص العراقيل.
وهناك خلاف على حجم المساعدات التي تدخل إلى غزة الآن، إذ تذكر إسرائيل وواشنطن أن تدفقات المساعدات زادت خلال الأيام الأخيرة، لكن وكالات الأمم المتحدة تقول إنها لا تزال أقل بكثير من أقل المستويات المطلوبة لتلبية الحاجات الأساسية.
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بخاصة المناطق في الشمال حيث تتوقع الأمم المتحدة حدوث مجاعة بحلول مايو المقبل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سهل دخول 126 شاحنة إلى شمال غزة في وقت متأخر أمس من الجنوب.
وأوضحت تل أبيب أيضاً أنها تعمل بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي لتسهيل فتح مخبزين آخرين في شمال غزة بعد أن بدأ تشغيل الأول أمس بمساعدة برنامج الأغذية العالمي.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع تسبب في مقتل ما لا يقل عن 33 ألف شخص منذ السابع من أكتوبر 2023، من بينهم 46 خلال الساعات الـ24 الماضية.
وشنت إسرائيل الحرب رداً على هجوم “حماس” المباغت عليها الذي تقول إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.