قالت نائبة وزير الدفاع في أوكرانيا إن “معارك ضارية للغاية” تدور رحاها في أجزاء من البلاد، في وقتٍ تُواصل قوات كييف هجومها المضاد. وكتبت هانا ماليار على موقع تلغرام تقول إن “القوات الأوكرانية تمكنت من التقدم بالقرب من باخموت في الشرق وزابوريجيا في الجنوب”… لكنها أقرت بأن القوات الروسية تشن دفاعا قويا في بعض المناطق.
وتأتي تصريحاتها تلك، بعد ليلة أخرى من الضربات الصاروخية وغارات الطائرات الروسية المسيرة على المدن في جميع أنحاء أوكرانيا، وصعدت روسيا حملة القصف في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من اعتراف الرئيس فلاديمير بوتين بأن قواته تعاني من نقص في الصواريخ والطائرات المسيرة.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، ضربت هجمات ليلية منشآت صناعية في منطقة دنيبروبتروفسك، بحسب ما قاله الجيش الأوكراني. وقال المتحدث العسكري الإقليمي، سيرهي براتشوك، إن أنظمة الدفاع الجوي صدت سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة على منطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود، وأسفر الهجوم على مدينة أوديسا في اليوم السابق عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وكان تقدم كييف، الذي طال انتظاره، قيد الإعداد منذ فترة طويلة، واتهم مسؤولون أوكرانيون روسيا بزيادة الضربات في الأسابيع الأخيرة لصرف الانتباه عن الهجوم. بينما يقول الأوكرانيون إن قواتهم استعادت السيطرة على سبع مستوطنات، ونحو 90 كيلومترا مربعا، على الأقل، منذ بدء هجومها المضاد.
وكتبت ماليار على تلغرام تقول إن القوات الأوكرانية تقدمت حول مدينة باخموت، التي كانت منذ فترة طويلة مركز معركة دامية وطاحنة من شارع إلى شارع مع القوات الروسية. كما أضافت إن الجنود تقدموا ما بين 200 إلى 500 متر باتجاه المدينة، وكذلك تقدموا ما بين 300 إلى 500 متر في مقاطعة زابوريجيا الجنوبية.
أما أوكرانيا فقد أقرت بأن الهجوم المضاد أدى بالفعل إلى بعض “المعارك الضارية للغاية”، إذ تحاول القوات الأوكرانية اختراق خطوط دفاعية روسية راسخة. كما حذر مسؤولون غربيون كبار من فكرة أن القوات الروسية “ستذوب” ببساطة في مواجهة الهجمات الأوكرانية، مضيفين أن مكاسب كييف كانت “مكلفة” بالفعل.
وقالت مصادر إن “القوات الروسية أبدت بشكل عام دفاعا جيدا من مواقعها المدافعة والمجهزة جيدا وتراجعت بين الخطوط التكتيكية”. كما لاحظت المصادر أن “نهج المناورة الدفاعي هذا يمثل تحديا للأوكرانيين، وأنه مكلف أيضا للقوات المهاجمة. ولذلك اتسم التقدم في الوقت الحالي بالبطء”، مضيفة أنه من السابق لأوانه تحديد مدى فعالية هجوم أوكرانيا المضاد.
لكن المصادر أكدت أنه كان من المتوقع حدوث خسائر فادحة، نظرا لأن روسيا استغلت الشهور السابقة في إعداد خطوط دفاعية.
وقالت المصادر: “لن يخلو هذا من مخاطر. وما نراه ليس غير متوقع. إنه صعب وسيكون شاقا على الأوكرانيين. لكن ما رأيناه، على الرغم من ذلك، هو أنهم استمروا في المضي قدما، فتكبدوا خسائر، ثم واصلوا التقدم. لذا فإن الهجوم يسير بشكل عام في الاتجاه الصحيح”.
وأبلغ الجانبان عن تزايد الخسائر بين خصومهما، وهو ما لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل. فقال مسؤولون أوكرانيون إن الضربات التي شنت ليلة الأربعاء على مدينة أوديسا الساحلية المطلة على البحر الأسود أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في الشرق.
كما أصيب 13 شخصا في هجمات الصباح الباكر التي استهدفت مستودعا وألحقت أضرارا بالمتاجر. وتعد تلك المدينة الواقعة في جنوب غرب البلاد حيوية بالنسبة لصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وقد تعرضت لنيران صواريخ غير متكررة خلال الحرب.
وقال قادة عسكريون إن روسيا أطلقت 10 صواريخ وعشر طائرات مسيرة خلال الليل أسقطت الدفاعات الجوية معظمها. وأضاف المسؤولون أن ثلاثة من أربعة صواريخ من طراز كي إتش-22 أطلقت من سفينة حربية روسية في البحر الأسود أسقطت، لكن الأخير تمكن من إصابة أوديسا.
وقال أوليغ كيبر، رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة، إن القتلى الثلاثة هم عمال في المستودع الذي كان يستخدم مركزا لتخزين الأغذية. وأضاف “ربما يوجد أناس تحت الأنقاض”. وقال على موقع تلغرام إن المزيد من المدنيين أصيبوا بعد الانفجار، وإن “القتال الجوي” ألحق أضرارا بالمتاجر والمطاعم والمناطق السكنية.