أصيب سبعة إسرائيليين ثلاثة منهم في حالة خطرة، في حادث دهس وقع في تل أبيب، حسبما أفادت الشرطة الإسرائيلية والتي أكدت أن منفذ الهجوم، وهو فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة، كان يقود سيارة تسير في شارع بنشاس روزين في تل أبيب، عندما “دهس المارة الواقفين في مركز التسوق وهمّ بالخروج من السيارة لطعن المدنيين بأداة حادة”، قبل أن يُقتل.
وأعلنت حركة حماس أن منفذ العملية، هو أحد عناصرها ويدعى حسين عيسى خلايلة (23 عاما) من بلدة السموع بالخليل، ردا على العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في مخيم جنين.
ووصف بيان الحركة عملية الدهس بـ”البطولية” كجزء من “رد طبيعي على المذبحة المستمرة لشعبنا، ودفاع مشروع عن النفس ضد انتهاك الاحتلال لجميع الأعراف الإنسانية”.
من ناحية أخرى، أشاد وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف بالمواطن الذي أطلق النار على المهاجم، ووصفه بـ “المواطن الشجاع”.
وتأتي عملية الهجوم الفلسطينية هذه، بعد أن صرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي حنيبي بأن العملية العسكرية الإسرائيلية الضخمة في الضفة والتي بدأت يوم الاثنين، تقترب من تحقيق أهدافها.
كما يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم جلسة أخرى لتقييم الأوضاع مع كبار القادة العسكريين والأمنيين، ولإطلاع المسؤولين على تفاصيل العملية العسكرية في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل مئة وعشرين مشتبها به، وأن لديه عشرة أهداف أخرى في وسط مخيم جنين للاجئين. وقد قالت ماشا ميكلسون، المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجنود لم يستهدفوا سوى “المقاتلين”.
على صعيد آخر، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن طواقمها عثرت على قتيل صباح اليوم، في منطقة مرج ابن عامر في مدينة جنين، ليترفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين إلى عشرة وأكثر من 100 إصابة بينهم 20 حالة خطرة.
في الليلة الماضية، نزح آلاف السكان من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة إلى أماكن آمنة؛ جراء القصف الإسرائيلي والاشتباكات المسلحة التي تدور في المخيم لليوم الثاني على التوالي، ضمن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة.
وصرح مسؤولون فلسطينيون بأن نحو ثلاثة آلاف فروا من منازلهم في جنين. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها نجحت في إجلاء 500 عائلة من داخل المخيم، إلى عدد من مراكز الإيواء داخل مدينة جنين.
ويدور تبادلٌ لإطلاق النار بصورة مكثفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين داخل مخيم جنين، حيث لا يزال مئات الجنود الإسرائيليين يواصلون عمليتهم داخل المخيم.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن العملية ينبغي لها أن تحترم القانون الإنساني الدولي.
منذ بدء العملية، سُمعت أصوات الطائرات المسيرة في سماء المنطقة، ودوي طلقات نارية منتظمة وانفجارات على مدار اليوم من مخيم اللاجئين المكتظ بالسكان، والذي يقطنه حوالي 18 ألفا، والذي أعلنته إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة.
وغطى الدخان الكثيف الناتج عن حرق الإطارات أجواء وسط المدينة. ونزل عدد قليل من الشبان الفلسطينيين إلى الشوارع، ووقفوا بالقرب من المحلات المغلقة، محدقين في قلق باتجاه المخيم.
وقطع الجيش الإسرائيلي الاتصالات الهاتفية والكهرباء عن المخيم، ما يجعل من الصعب الحصول على صورة دقيقة لما يحدث. كما يكافح مسعفون فلسطينيون للوصول إلى عشرات الجرحى هناك.
وأعلنت حركة حماس عن استعدادها للتدخل إذا “تمادت إسرائيل وواصلت عدوانها” في جنين.