هل تستعمل روسيا سياسية “الأرض المحترقة” في حربها ضد أوكرانيا ؟!

هل تستعمل روسيا سياسية “الأرض المحترقة” في حربها ضد أوكرانيا ؟!

قامت صحيفة الغارديان بنشر مقال تحليلي لأستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز، بيتر بوميرانتسيف، بعنوان “ماذا وراء العنف الشديد الذي تمارسه روسيا؟”.

يبدأ التقرير بالقول إن “أعمال العنف الروسية وأساليب الجيش الروسي، الغبية، والتدمير لأجل التدمير”، هي أمور لا يمكن للكريملين أن يتبناها بمفرده، كما أن من يقفون وراء الكريملين وهجماته يتسمون بالجبن الشديد، كأي خاسر يتبجح في وجه الجميع.

ويضيف التقرير أنه بعد عمليات الإعدام الجماعي في بوتشا، وقصف مستشفى الولادة في ماريوبول، وتسوية مدن بأكملها في إقليم الدونباس، وتعذيب أطفال في غرف خاصة، وقصف محطات الطاقة بهدف دفع المدنيين إلى الموت تجمدا بسبب درجات الحرارة المنخفضة في الشتاء، جاء الآن دور المشاهد المروعة، التي تغرق فيها مياه نهر دنيبرو مع ضفتيه، بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا.

ويضيف التقرير أن السد كان يحجز خلفه كميات هائلة من المياه، وتسببت في إغراق عدة قرى كان يسكنها أكثر من 40 ألف شخص، كما أغرق مناطق غابات كانت ملاذا للكثير من الحيوانات، ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية، الأمر الذي يتوقع أن يؤثر على سلة الغذاء في أوكرانيا، وفي العالم بأسره.

ويشير التقرير إلى أن السد كان تحت السيطرة الروسية منذ العام الماضي، بينما كانت أوكرانيا تتهمها بالتخطيط لتفجيره قبل نحو 6 أشهر، كما ينقل عن معهد الدراسات الجيولوجية في النرويج، تأكيده رصد انفجار قوي بالتزامن مع انهيار السد، وكان التفجير أشد قوة من أن يكون تفجيرا عرضيا.

وعلى الرغم من التقارير التي وردت على لان الإعلامي الأمريكي المؤيد لبوتين، تاكر كارلسون، من أن روسيا لا يمكن أن تكون وراء التفجير، وذلك لأن الفيضانات طالت الأراضي التي تسيطر عليها في إقليم الدونباس، كما أنه يقلص إمدادات المياه إلى شبه جزيرة القرم أيضا.

ويخلص التقرير إلى أن روسيا، توجه رسائل عدة بواسطة هذه العمليات الوحشية سواء لأوكرانيا أو لحلفائها في الغرب، ومفاد هذه الرسائل، هو: ستدفعون ثمن الهزائم الروسية، مضيفا أن رد الفعل الصامت في الغرب على تفجير السد، لم يكن أمرا إيجابيا، خاصة في ظل استمرار روسيا في قصف القرى نصف الغارقة على ضفتي النهر.

ويختم التقرير بالإشارة إلى أن أوكرانيا تعمل على تنظيم حملات الإنقاذ بمفردها، في ظل ضعف المساعدات حتى من منظمة الصليب الأحمر الدولية، وهو ما يجعل الأوكرانيين يشعرون بالضعف، وبأنهم في مرمى قوى الطبيعة التي لا يقدر أحد على مواجهتها.