تضر الأسعار المتزايدة للأغذية بالسلامة العقلية للمتسوقين والعائلات، وفق دراسة أجرتها مجموعة “ويتش؟” المتخصصة في الاستهلاك ببريطانيا. ويشير الاستطلاع إلى أن الكلفة المتصاعدة لمشتريات البقالة اليومية تتسبب بتدهور السلامة العقلية لدى ربع الناس (25 في المئة).
ويقول نحو 23 في المئة إن الأسعار تعوق قدرتهم على اتباع نظام غذائي صحي، بينما قال 22 في المئة إنهم لم يعودوا ينامون بسبب كلفة الأغذية. وقال واحد من كل خمسة إن صحته البدنية تدهورت.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه أرقام جديدة إلى أن تضخم أسعار الأغذية ربما بلغ ذروته أخيراً – لكن زيادات الأسعار لا تزال عند مستويات مرتفعة تاريخياً.
ذلك أن تضخم أسعار الأغذية تباطأ للشهر الثاني على التوالي إلى 14.6 في المئة في يونيو (حزيران)، منخفضاً من 15.4 في المئة في مايو (أيار)، وفق مؤشر الائتلاف البريطاني للبيع بالتجزئة “نيلسن آي كيو” للأسعار في المتاجر. وفي شكل عام، تباطأ تضخم الأسعار في المتاجر إلى 8.4 في المئة، منخفضاً من تسعة في المئة في مايو.
يذكر أن النواب يعدون لاستجواب شخصيات بارزة من “ساينزبوريز” و”موريسونز” و”تيسكو” و”آسدا” في الوقت الذي يستطيع فيه المتسوقون توقع انخفاض في الأسعار. ومن المتوقع أيضاً أن تدقق لجنة الأعمال في إجمالي أرباح سلاسل محال السوبر ماركت بسبب مزاعم تتعلق بالتربح.
وقالت ثلاث نساء من كل 10 (30 في المئة) في استطلاع “ويتش؟” إن سلامتهن العقلية تدهورت نتيجة للأسعار المتزايدة للأغذية.
وذكر ثلث الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و54 سنة – المرجح أكثر من غيرهم أن يكونوا والدين لعائلات شابة – أن كلفة الأغذية كان لها أثر سلبي في سلامتهم العقلية. وكان من المرجح أن يتأثروا سلباً أكثر من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة (27 في المئة) وأكثر من الذين يبلغون 55 سنة (18 في المئة).
وقالت رئيسة سياسات الأغذية لدى المنظمة المتخصصة في الاستهلاك، سو ديفيس: “تظهر بحوث ’ويتش؟‘ كيف أن الإجهاد والقلق المستمرين الناجمين عن الأسعار المتزايدة للأغذية يؤثران الآن في شكل ضار في السلامة العقلية والبدنية للناس”.
“والنساء والوالدون الشباب هم من بين الأكثر تضرراً، وبعض الناس الذين يكافحون لإطعام أطفالهم يسألون أنفسهم عن مقدار العبء الإضافي الذي يمكنهم تحمله”.
“الآن الوقت وقت العمل. يجب على الحكومة أن تجعل محال السوبرماركت تلتزم على وجه السرعة تخزين نطاقات بنود التوفير الأساسية في متاجرها كلها، ولا سيما في المناطق التي يكون فيها الناس في أمس الحاجة إليها، وكذلك جعل التسعير أكثر وضوحاً حتى يتمكن المتسوقون من مقارنة الأسعار والعثور على أفضل المنتجات قيمة”.
كما قال رئيس بيانات البيع بالتجزئة والشركات لدى “نيلسن آي كيو”، مايك واتكينز: “إذا استمرت كلفة سلاسل الإمداد العالمية في الانخفاض، قد نكون قد تجاوزنا الآن ذروة الزيادات في الأسعار. ومع ذلك، مع حاجة معظم الأسر إلى توفير المال، لا يزال من المرجح أن يتحول السلوك الشرائي لبقية هذا العام نحو الحاجات الأساسية مع تخفيض أولوية الاستهلاك التقديري أو تأخيره”.