أصوات النيران تعلو أصوات التكبيرات بالسودان وسط غياب لكل مظاهر العيد

أصوات النيران تعلو أصوات التكبيرات بالسودان وسط غياب لكل مظاهر العيد

يحتفل المسلمون في السودان بعيد الأضحى وسط أصوات إطلاق النار وعدم أداء صلاة العيد، واختفاء الأضاحي والحلوى، على الرغم من الهدنة التي أعلنها الجانبان المتحاربان.

وقال سكان محليون إنهم سمعوا أصوات نيران المدفعية الثقيلة وكذلك كان هناك غارات جوية في ولاية الخرطوم.

وقالت زهرة سعيد “لا أشعر بالعيد” مضيفة أن الشوارع “فارغة” كما أن الناس “خائفون”… وأضافت زهرة: “لم أستطع النوم الليلة الماضية بسبب أصوات إطلاق النار”.

ويقول آخرون إنهم كانوا خائفين للغاية حتى من حضور صلاة العيد في الهواء الطلق، وهو ما يمثل جزءا أساسيا من طقوس الاحتفال بيوم العيد. وقالت ولاء إبراهيم، طالبة الطب السابقة البالغة 22 عاما، “لم أذهب للاحتفال بالعيد لأول مرة في حياتي”.

وأضافت الطالبة السابقة: “الآن يتم تنفيذ غارة جوية، فهم لا يحترمون الناس، ولا يحترمون أهمية مثل هذه المناسبات”.

يدخل السودان حاليا أسبوعه العاشر من الحرب التي بدأت في أبريل/نيسان، وسط صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهي مليشيا شبه عسكرية.

ومنذ اندلاع الحرب، فر أكثر من 500 ألف شخص من السودان إلى الخارج، وفقا لأرقام الأمم المتحدة، في حين فر ما يقرب من 2.2 مليون شخص من منازلهم في نزوح إلى داخل البلاد.

يصعب تحديد أرقام دقيقة لعدد القتلى في القتال، لكن يُعتقد أن العدد يزيد عن 1000 شخص، بما في ذلك العديد من المدنيين المحاصرين الذين كانوا في مرمى النيران.

بالإضافة إلى القتال، يكافح العديد من السودانيين للاحتفال بالعيد بشكل صحيح لأنهم لا يملكون ما يكفي من المال.

ومن طقوس عيد الأضحى ذبح الأضحية، ويقومون بتوزيع اللحوم على الأهل والأصدقاء والفقراء والمحتاجين، لكن يصعب القيام بذلك الأمر هذا العام.

قال محمد عبود سليمان، تاجر ماشية من ولاية غرب كردفان: “في كل عيد كنا نشتري أضاحي من الضأن ولكن هذا العيد الوضع صعب للغاية بسبب الحرب، ولأن معظمنا لم يتقاض راتبه، لا يمكننا حتى دفع ثمن الأضحية من الأغنام بسبب غلاء الأسعار”.

ولا تتوقف الأزمة على الأضاحي فقط بل تمتد إلى الحلويات المعتادة في العيد من المخابز لأنها غير متوفرة. في أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تشكل مدينة الخرطوم الكبرى، تعرضت المخابز للنهب.

وقال أحد السكان لبي بي سي: “تعرض مخبزان للسرقة وللأسف قُتل أحد الخبازين. كان هذان المخبزان مهمان للغاية لأن إنتاجهما كان يلبي حاجة منطقة كبيرة”.

وأضاف: “البيوت معرضة بشكل يومي للنهب والسرقة والوضع آخذ في التدهور”.