كشف مسؤولون أميركيون أن واشنطن ستعلن عن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا تتضمن ذخائر عنقودية. حيث يأتي ذلك في ظل ترقب لما ستنتج عنه زيارة الرئيس الأوكراني زيلينسكي اليوم إلى تركيا، في إطار حشد المواقف لدعم انضمام بلاده إلى حلف الناتو ودفع الدول الأعضاء إلى اتخاذ خطوات ملموسة في قمة الناتو الأسبوع المقبل.
ما هي الذخائر العنقودية، وما الدول التي تمتلكها؟
- في التعريف، الذخائر العنقودية هي أسلحةٌ تتكوّن من حاويةٍ تُفتح في الهواء، وتَنثُر أعداداً كبيرةً، من القنابل الصغيرة أو الذخائر الصغيرة المتفجِّرة.
- تُلقى الذخائر العنقودية من الجو أو البحر أو البر، وغالبية الذخائر الصغيرة التي تطلقها معدّ للانفجار عند الاصطدام، لكنها تتسم بميزة السقوط الحر، أي أنها غير موجّهة نحو هدف معيّن.
- وفق المعطيات الدولية الرسمية، أنتجت 34 دولة أكثر من مئتي نوع من الذخيرة العنقودية. وتُخزّن 87 دولة هذه الذخائر، من بينها 16 دولة استخدمتها بالفعل، خلال النزاعات المسلحة.
- وتسبّب استخدام تلك الأسلحة بشكل واسع في انتشار آلاف، وربما ملايين الذخائر الصغيرة غير المنفجرة، في الكثير من البلدان والمناطق، مما يشكل خطرا بالغا على المدنيين.
- حيث ان معدلات عدم انفجار الذخائر المستعملة تتراوح بين 10 بالمئة و40 بالمئة، وبسبب خطورتها اعتمد مؤتمر دبلن في مايو 2008، اتفاقية الذخائر العنقودية. بينما تضع الاتفاقية قواعد صارمة لضمان عدم استخدام الذخائر العنقودية، والتخلص منها.
وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري والاستراتيجي سمير راغب:
- تعثر الهجوم المضاد الأوكراني واصطدامه بدفاعات روسيا المحصنة ونفاذ المخزون الأوكراني من بعض أنواع الذخائر، كلها عوامل تجعل أوكرانيا بحاجة أكثر لتلك القنابل العنقودية.
- حيث ان حصول أوكرانيا على هذه القنابل يعتبر عامل مهم في المعارك بالاجتماع مع عوامل أخرى طبعا كالحالة المعنوية.
- روسيا استخدمتها في عمليتها العسكرية، وهي من أسوء أنواع الذخائر وأخطرها.
حشد لدعم الناتو
تحاول أوكرانيا كسب دعم حلف الناتو في مجال إمدادات الأسلحة والموافقة على انضمامها للحلف، وهذا ما دفع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي للتأكيد على أن أوكرانيا بحاجة إلى “علاقات صادقة” مع حلف الناتو.
ودعا الرئيس الأوكراني دول حلف الناتو إلى اتخاذ خطوات ملموسة خلال قمتهم الأسبوع المقبل لضم بلاده للحلف.
رغبة أوكرانيا في الحصول على العضوية تصطدم بانقسام رأي الدول الأعضاء بشأن سرعة اتخاذ الخطوة، ففي الوقت الذي تدفع فيه بعض الأطراف باتجاه تسريع انضمام أوكرانيا، تتخوف دول أخرى من اتخاذ خطوة كهذه وترى أنها تجر الحلف إلى الدخول في حرب مباشرة مع روسيا، خاصة في ظل رفض الأخيرة التام لخطوة كهذه.
هذا عدا عن غياب أحد أهم شروط الانضمام إلى الحلف، في الحالة الأوكرانية، وهو ألا تكون الدولة المرشحة في حالة حرب أو تقع بعض أراضيها تحت سيطرة طرف آخر.
وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الوطنية الدكتور مكسيم يالي في حديثه:
- لا يتوقع أحد أن تكون هناك تغيرات جذرية بعد زيارة زيلينسكي لتركيا.
- انعقاد قمة الناتو قريبا، أحد أسباب زيارة زيلنسكي لتركيا.
- متأكد من أنه سيتم نقاش إيصال الأسلحة لأوكرانيا خلال زيارة زيلنسكي لتركيا، والأخيرة لن ترفض انضمام أوكرانيا للحلف.
- يحاول زيلينسكي من هذه الزيارات المكوكية أن يحقق مكاسب إضافية في مجال إمدادات الأسلحة والانضمام لحلف الناتو.
الموقف الألماني من الذخائر العنقودية
أعربت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، عن معارضتها لاستخدام الذخائر العنقودية في أوكرانيا، بعد تقارير من الولايات المتحدة، قالت إن واشنطن تخطط لتزويد كييف بهذا النوع من الأسلحة المثيرة للجدل.
وأكد وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، أن إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا ليس “خياراً مطروحاً”، وقال إن ألمانيا ملتزمة باتفاقية تحظر إنتاج واستخدام هذا النوع من الأسلحة.
وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن الأمر متروك لكل دولة لتقرير نوع الذخيرة التي تريد إرسالها إلى أوكرانيا.
يذكر أن ألمانيا قد رفضت سابقاً تزويد أوكرانيا بالدبابات الهجومية، إلا أن حكومة البلاد عادت وزودت الجيش الأوكراني بدبابات ليوبارد 2 المتطورة.