ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 25 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل.
وقال جليب نيكيتين حاكم منطقة نيجني نوفغورود الروسية، اليوم الثلاثاء، إن وحدة لتكرير النفط في بلدة كستوفو بالمنطقة اشتعلت فيها النيران بعد هجوم بطائرات مسيرة. وأضاف عبر تطبيق “تيليغرام” “في الصباح، تعرضت منطقة كستوفو الصناعية، وهي منشأة للوقود والطاقة، لهجوم بطائرات مسيرة”.
وكان أفيد عن تعرض مستودع وقود في أوريول، وهي مدينة روسية على بعد حوالى 160 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية، لهجوم شنته طائرة بلا طيار في وقت باكر الثلاثاء، ما أدى إلى اندلاع حريق، حسبما أعلن الحاكم الإقليمي أندريه كليتشكوف.
وكتب كليتشكوف على تليغرام “تحطمت طائرة بلا طيار في أوريول. تعرض مجمع للوقود والطاقة لهجوم. الخدمات الخاصة تعمل في مكان الواقعة لاحتواء الحريق. لا يوجد ضحايا”.
وبحسب مسؤول في خدمات الطوارئ نقلت تصريحاته وكالة “ريا نوفوستي”، اشتعلت النيران في خزان يحتوي منتجات بترولية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الهجوم وقع حوالى الساعة 3:00 (منتصف الليل توقيت غرينتش).
كما هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية ليل الإثنين الثلاثاء منطقة بيلغورود الروسية، القريبة من مدينة خاركيف الأوكرانية، من دون وقوع إصابات، بحسب حاكم المنطقة الذي قال إن خط كهرباء قد تضرر.
وذكر الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف على تليغرام أن “منطقة بيلغورود تعرضت لهجوم شنته القوات المسلحة الأوكرانية باستخدام طائرات بلا طيار”. وبحسب قوله، انقطعت الكهرباء عن سبع مناطق بسبب هذا الهجوم.
إلى ذلك، دُمرت طائرة بلا طيار فوق منطقة تولا في جنوب موسكو، بحسب ما نقلت وكالة تاس عن وزارة الأمن الإقليمية. وأعلن حاكم منطقة كورسك، الواقعة أيضاً قرب حدود أوكرانيا، أن الدفاعات الروسية أسقطت طائرتين أوكرانيتين بلا طيار.
منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا نهاية فبراير (شباط) 2022، تمكن الجيش الأوكراني من تنفيذ هجمات بطائرات بلا طيار بشكل متزايد داخل الأراضي الروسية. وقالت روسيا السبت إنها دمرت 47 طائرة بلا طيار أوكرانية، معظمها في منطقة على الحدود مع أوكرانيا.
تحصينات دفاعية
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين أن كييف بدأت ببناء “أكثر من ألف كيلومتر” من التحصينات الدفاعية على جبهة القتال في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع قناة “بي إف إم تي في” الفرنسية وصحيفة لوموند “يجب أن تعلموا أننا حين نتحدث عن تحصينات، فهي عملية متواصلة، فنحن لا نتحدث عن كيلومترات أو مئات الكيلومترات، بل أكثر من ألف كيلومتر من البناء”، مشيراً إلى “ثلاثة خطوط دفاعية” تم بناؤها في شرق أوكرانيا وجنوبها وشمالها.
وأضاف “بالتالي إنها مهمة معقدة جداً. يجب أن تكون هذه التحصينات قوية ومقاومة للتغيرات المناخية (…) ومقاومة أيضاً لأي معدات عسكرية تستخدم ضد هذه الخطوط الدفاعية”.
وفي إشارة إلى تعليق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال الشهر الماضي إن إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا ليس مستبعداً، قال زيلينسكي “ما دامت أوكرانيا صامدة، يمكن للجيش الفرنسي أن يبقى في الأراضي الفرنسية”.
وواجهت كييف ضغوطاً متزايدة على جبهة القتال في الأشهر الأخيرة بحيث تقدمت قوات موسكو وسط عرقلة المساعدات لأوكرانيا من حليفها الأميركي.
ترمب لن “يعطي أي فلس” لتمويل الحرب
من جانبه، شدد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان على أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أبلغه في اجتماع بأنه “لن يعطي أي فلس” لتمويل الحرب في أوكرانيا، في موقف لم يشأ فريق ترمب التعليق عليه.
وبين قادة دول الاتحاد الأوروبي، أوربان هو الوحيد الذي يبقي على روابطه مع الكرملين منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتوجه إلى ولاية فلوريدا للقاء “صديقه العزيز” ترمب.
وغالباً ما يعرب عن أمله بعودة الجمهوريين إلى السلطة في الولايات المتحدة.
متطرقاً إلى زيارته في تصريح لمحطة البث العامة “أم1″، قال أوربان إنه تحادث مع ترمب بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا خلال لقاء جمعهما الجمعة في دارة الملياردير الجمهوري في مارالاغو.
“رؤية واضحة”
وقال رئيس الوزراء المجري “لديه (ترمب) رؤية واضحة جداً، يصعب عدم الاتفاق معها. هو يقول التالي: في المقام الأول لن يعطي أي فلس (لتمويل) الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.
وتابع “هذا هو السبب الذي سيضع حداً للحرب، لأنه من الواضح أن أوكرانيا لا يمكنها أن تقف على قدميها بنفسها… إذا لم يعط الأميركيون المال، لن يكون الأوروبيون قادرين لوحدهم على تمويل هذه الحرب. عندها ستنتهي الحرب”.
ولم يشأ فريق ترمب الإدلاء بتعليق لوكالة الصحافة الفرنسية حول ما نقل أوربان من تصريحات عن لسان الملياردير الجمهوري.
“خيانة” الحلفاء
لكن حملة الرئيس الأميركي جو بايدن علقت في بيان اتهمت فيه ترمب بـ”خيانة” حلفاء الولايات المتحدة. ولم يدل ترمب إلى الآن بأي تعليق بشأن فحوى لقائه مع أوربان.
لكنه وصف الإثنين في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي أن بي سي” رئيس الوزراء المجري بأنه “رجل قوي”، مضيفاً “أكن له الاحترام”.
من جهتها أشارت حملة بايدن إلى أن أوربان “يعارض الديمقراطية” و”تلاعب بالنظام السياسي للبقاء في السلطة”. وقال عمار موسى، أحد المتحدثين باسم حملة بايدن، إن ترمب “يمتدح دوماً القادة الاستبداديين والطغاة، ويعد بخيانة حلفائنا”.
وأثار أوربان حفيظة قادة الاتحاد الأوروبي بلقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر (أيلول)، وسبق أن وجه انتقادات للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
وفي تصريحه لـ”أم1″ قال أوربان إن لدى ترمب “خطة مفصلة في ما يتعلق بوضع حد لهذه الحرب”، رافضاً الخوض في التفاصيل.
ودوماً ما يدعو أوربان إلى وقف إطلاق النار والانخراط في محادثات سلام، ويعتبر أن ترمب الذي سبق أن أبدى إعجاباً ببوتين، هو الأكثر قدرة على إيجاد مخرج للنزاع.
ووجه بايدن انتقادات لخصمه الجمهوري الجمعة على خلفية لقائه أوربان، وقال إن رئيس الوزراء المجري يسعى إلى إرساء “ديكتاتورية”.